الرئيسية » أحمد علي العبدالله رائد فن المقال والحوار الصحفي

أحمد علي العبدالله رائد فن المقال والحوار الصحفي

أول قطر يحصل على جائزة دبي للصحافة العربية

بواسطة محمد حربي

كتب: محمد حربي
كُثر من هم في بلاط صاحبة الجلالة عربياُ، قليل هي القامات المهنية القديرة؛ التي حفرت اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ مهنة الصحافة. ويظل الكاتب الصحفي أحمد علي العبدالله، أحد أهم الصحفيين القطريين، والخليجيين، بل والعرب جميعاً، ممن أبدعوا، ووضعوا بصماتهم في عالم الصحافة، وهو الرائد والمتفرد في فن المقال، والحوار الصحفي، بأسلوبه البديع، وامتلاكه لمفاتيح البلاغة؛ الذي سوف تتدارسه أجيال المهنة؛ حتى نال عنه جائزة دبي للتفوق الصحفي، في أحد الأيام.

وفي مصر، منارة الصحافة والإعلام العربي، درس الكاتب الصحفي أحمد علي العبدالله، في كلية الإعلام، بجامعة القاهرة، وحصل منها على درجة البكالوريوس في ( عام 1981م.). وقد بدأ مسيرته الإعلامية، رئيساً لقسم الخدمات الإخبارية في تلفزيون قطر. ثم بدأ في ممارسة العمل الصحفي محرراً بصحيفة ” الراية”؛ فرئيساً للقسم الرياضي بالصحيفة، خلال الفترة من (عام 1993 م. حتى 1987م. )، وبعدها تولى رئاسة تحرير ” الراية” في ( عام 1987م.). كما ترأس قسم الإعلام بالمجلس الأعلى لرعاية الشباب. وبعد ذلك انتقل للعمل بوزارة الخارجية، وبدرجة وزير مفوض في (عام 1993م.)؛ حيث شغل منصب مدير المكتب الصحفي.

وقد تولى – تولى تأسيس وإصدار صحيفة الوطن وعمل رئيساً لتحريرها من (عام 1995 م . )، وكان صاحب أول حوار مع حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ” حفظه الله وراعاه”، واستمر في منصبه كرئيس للتحرير حتى (عام 2001م.). وفي (عام 2004م.)، تم تعيينه عضواً بمجلس الإدارة والمشرف العام على صحيفة ” الوطن ” للطباعة والنشر والتوزيع، ومشرفاً عاماً على الإدارة. وكانت له مقالات كثيرة، بعنوان ” كلمة صدق”، حول العديد من القضايا المختلفة، تتسم بالصدق.

وخلال مسيرته الصحفية، أجرى ” العبدالله” أيضاً العديد من الحوارات السياسية مع عدد من قادة الدول العربية والأجنبية. كما أبتكر فكرة إصدار الملاحق اليومية المتخصصة. وكان أول قطري يفوز بجائزة الصحافة العربية عن فئة أفضل حوار صحفي في (عام 2008م.)، وقد ترأس” العبدالله” لجنة تحكيم جائزة الصحافة العربية في دورتها التاسعة 2010 م عن فئة الشباب. وله من رصيد الكتب ثلاثة، هي: 1 رسائل إلى أمير الحرية “مقالات”، كأس العالم، خواطر وانطباعات “رياضي”، ولوس أنجلوس والعرب “رياضي”

ويهتم الكاتب الصحفي أحمد علي العبدالله، صاحب أروع المقدمات للحوارات الصحفي؛ التي يمكن أن يتم تدريسها في كليات وأقسام الصحافة والإعلام. وكثيراً بمسألة الإعداد، والاستعداد، والتحضير الكامل، قبل كل حوار؛ فلا يكون كحاطب ليل أو كضال في صحراء، أمام الشخصية التي يحاورها؛ بل كربان سفينة، يقود بمهارة وبراعة دفة الحوار، وهو يموج ويضطرب، أكثر من موج البحر في يومٍ عاصف. وفي نفس الوقت يعتمدا على منهج الحسنى في النقاش والمجادلة؛ ومن دون الميل إلى التحدي، أو التعسف في الحديث، أو تعمُّد إيقاع الشخصية، التي يحاورها في الإحراج. وهذا جعله مُحاور له حضوره، ويألفه كل من أدار معهم الحوارات في السابق؛ حتى باتت حواراته الصحفية؛ وكأنها جلسات سمر بين أصدقاء، وأحاديث من القلب للقلب، لا يتسلل إليها الملل، ولا يقطعها سيف الوقت.
والكاتب الصحفي أحمد علي العبدالله، محاوراً منطقياً، وغير نمطي في حواراته الصحفية مع كل من حاورهم من الأمراء والرؤوساء، ورؤوساء الوزراء، والوزراء، والرموز الدينية والفكرية؛ حتى أنه أجاد فن الصوت واستخدام الحواس، ولغة الجسد؛ ليصنع بها فواصل، ونقاط، وعلامات تعجب، تؤثر في ضيفه الذين يحاورهم. ولكنه كان حريصاً على أن يراعي في كل حوار، اللغة التي تناسب كل شخصية عن الأخرى، فلا يبدو؛ وكأنه يتعامل معهم كطراز واحد. وهذا ساهم كثيراً في إثراء حواراته الصحفية، وجعلتها متنوعة، ومتفردة؛ فاستحق على إحداها جائزة دبي للصحافة العربية.
ومن بين ما تميز به الكاتب الصحفي أحمد علي العبدالله، من فنون الحوارات الصحفية، حرصه على شعرة معاوية مع من يحاورهم، بالعقل، وفن الحكمة، فيشد أحياناً، ويرخي تارة أخرى؛ حتى يحافظ على أجوار الحوار الصحفي. كما تفرد ” العبدالله ” بالسهل الممتنع، وهي مهارة إقفال المناقشة بطريقة لبقة مع المحاور، متى استرسل فيما لا يفيد الحوار، فيعود إليه من جديد؛ ولكن دون أن يشعر بأنه كان ينسحب من السؤال عجزاً أو هزيمة.

مقالات ذات صلة

اكتب تعليقك